الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية سياسيات وحقوقيات: الحضـور البـاهـت للمـرأة التونسية في الحكومة لا يعكس حقيقة نضالها!

نشر في  18 فيفري 2015  (10:48)

ثلاث وزيرات وخمس كاتبات للدّولة هي حصيلة تمثيليّة العنصر النّسائي في حكومة الحبيب الصيد التي حظيت مؤخرا بثقة الأغلبيّة في مجلس نواب الشعب.
هذه التمثيلية حدّدت نسبتها بـ20 ٪ تقريبا وهو ما أثار تعجّب العديد من النساء واعتبرنه تنكرا صارخا لدور المرأة في الوصول بالبلاد الى ما بعد المرحلة الانتقاليّة.
«أخبار الجمهورية» رصدت آراء عدد من النساء المناضلات السياسيات والحقوقيات حول هذه التمثيلية وانتظاراتهنّ من حكومة الصيد.

آمنة منصور القروي: «تمثيلية ضعيفة لا تترجم تطلعاتنا»

لاحظت آمنة  منصور القروي رئيسة حزب الحركة الديمقراطيّة للإصلاح والبناء أنّ هذا الكم الضّئيل من السيدات في التشكيلة الحكوميّة للحبيب الصيد كان دون آمال نساء تونس اللاتي صوتّن بكثافة لصالح برنامج سياسي بدا واعدا لهنّ بالارتقاء بمكاسبهنّ التي تحقّقت عبر نضالهنّ اليومي سواء سياسيا أو صلب هياكل ومنظّمات المجتمع المدني على غرار تحقيق المساواة مع الرّجل وضمان المشاركة في صنع القرار. وأضافت القروي انّ الوزارات التي تمّ تنصيب عناصر نسائيّة على رأسها هي وزارات على أهمّيتها تبقى ثانوية إذ كان بإمكان المرأة ترؤس احدى وزارات السيادة الى جانب حقيبتي التربية والصّناعة.
وأشارت آمنة منصور القروي إلى انّ رفض مجلس نواب الشعب التشكيل الوزاري الأول الذي تقدّم به الحبيب الصيد يعود ربّما إلى أنّ هذا الأخير كان يبحث عن بديل في وقت قياسي مما أدخل الارتجاليّة على اختياراته التي كانت محكومة أيضا بمنطق المحاصصة السياسيّة،  هذا المنطق الذي استغربته القروي خاصّة انّ التونسيين صوّتوا لصالح حزب سياسي وفق برنامج معيّن يتماشي على الأقل مع تخوفات المليون امرأة اللواتي صوّتن للنداء خوفا من الارتداد على ما حققنه من مكاسب في صورة فوز قوى أخرى حسب تعبيرها.

كريمة سويد: «حضور باهت»

وبدورها اعتبرت كريمة سويد النائبة بالمجلس الوطني التأسيسي سابقا انّ تمثيلية المرأة في حكومة الحبيب الصيد كانت دون المستوى المأمول وغير منتظرة على حدّ وصفها.
واعتبرت سويد انّ الوزارات الثلاث وكتابات الدولة التي عينت فيها نساء لا تعبّر عن حقيقة مشاركة المرأة التونسية في الشأن السياسي العام وفي قيادة المعارك الأساسيّة في الحقوق والحريات واعتبرت انه لولا وجود المرأة بكثافة في المجلس الوطني التأسيسي ما كان لدينا دستور على هذه الشاكلة.
وأكّدت كريمة سويد انّ ضعف مشاركة المرأة في هذه الحكومة انما يعود أساسا الى الثقافة الذكورية التي تسود مجتمعنا والى العقلية الرّافضة لوجود المرأة في مواقع القرار وأبدت تفاؤلا كبيرا حول مردود السيدات في حكومة الصيد نظرا لكفاءتهنّ على حدّ قولها.

ألفة يوسف: «تنكّر للوعود»

من جهتها عدّت المفكّرة والباحثة ألفة يوسف تشكيلة حكومة الحبيب الصيد تعبيرا عن تنكّر الحزب الفائز في الانتخابات لبرامجه الانتخابيّة التي رصّعها بالوعود مما جعل ما يقارب المليون امرأة يصوّتن لصالحه أملا في تدعيم مكاسبهنّ سواء تلك التي ضمنتها مجلة الأحوال الشخصيّة او عبر نضالهنّ الدؤوب صلب مؤسسات المجتمع المدني منذ 1956 حتى اليوم.
واعتبرت ألفة يوسف انّ اشراك المرأة في هذه الحكومة يذكّر بحكومات عهد الديكتاتورية حيث تتناقض الشعارات البراقة مع الممارسة وأن المرأة اتخذت مجرد مطيّة للوصول الى السلطة عبر كسب ثقتها وصوتها.
وأكّدت ألفة يوسف انّ ضعف تمثيلية المرأة في وزارات الحكومة انما يعبر عن تصوّر رجعي تقليدي ينظر الى المرأة باعتبارها غير صالحة الا للصف الثاني في الحكم في وقت تزخر فيه البلاد بالكفاءات النسائيّة المسيسة والمستقلّة.

خديجة الشريف: «سنواصل النضال حتى تحقيق المساواة»

من جهتها أعربت المناضلة والحقوقيّة خديجة الشريف على ما مفاده انّ هذه الحكومة هي حكومة ترضية سياسية غلبت عليها الحسابات وهو ما أسهم في اهمال أهمّية دور المرأة في صناعة القرار.
وأكّدت خديجة الشريف انّ نساء تونس سيواصلن النضال من أجل افتكاك حقوقهنّ وعلى رأسها التناصف والمساواة مع الرّجل حتى يتسنّى للمرأة التونسية الاسهام في تطوير المجتمع والارتقاء بالبلاد.
واعتبرت الشريف ان قضية المرأة هي قضية جوهرية ومحور أساسي للنضال النسائي خلال الفترة القادمة.

حمزة الحسناوي